Wednesday, December 16, 2009

ذاتي الجامحةُ إليك

ذاتي الجامحةُ إليك تَشْتَغل كمعدنٍ تحت المطرقة

كنحاسٍ يتحوّل إلى ذَهَب

كذهبٍ إلى شمسٍ في مياه بحرها

كفجرٍ إلى غَسَق وغسقٍ إلى ذلك اللون الكحليّ الذي يتراءى لك

أشبه بحُبِّ ما قبل الذاكرة

كحديدٍ إلى دم ودمٍ إلى روح

إلى روحٍ أَصفى من سمائها لأنّها عُرِكَتْ في الخيبة الأشدّ من اليأس

ذاتي الجامحة إليك

الراكنة إليك

لا تطلب أن تولد من جديد ذاتاً أبديّة

بل أن تَمضي هذه اللحظةُ هنيئةً كالنوم البسيط

وهذا اليومُ بلا جروح، كالراحة المستحقَّة

وهذا العمرُ في ظلّك حيث النور أَعمق،

حتى يجيءالموت حين يجيء

أخفَّ من هواء الحريّة،

فكما أن الموت هو خَيَالُ الحياة

كذلك الحب هو خَيَالُ الموت،

وذاتي الجامحة إليك

لن يؤذيَها شرٌ بعد الآن

لأنّها حيث تنظر عَبْر وجهك

لا تسمع غير شوقها

ولا ترى غير حُلمها

ولا تخاف

ما دمت اللّحظة وراء اللّحظة وراء اللّحظة

إلى أَن يسْكُت العصفور

أنسي الحاج

No comments:

Post a Comment