Friday, April 23, 2010

الحب هو النصف الملتهب

وقفت بالامس على باب الهيكل أسأل العابرين عن خفايا الحب ومزاياه

فمر أمامى كهلُ وقال : الحب ضعف فطري.. ورثناه عن الانسان الاول

ومر فتى قوي وقال مترنماً : الحب.. سم قتال

ومرت صبية وقالت : الحب.. كوثر تسكبه عرائس الفجر فى الارواح القوية

ومر رجل ذو ملابس سوداء ولحية مسترسلة وقال عابساً : الحب.. جهالة عمياء تبتدئ ببدء الشباب وتنتهى بنهايته

ومر رجل ذو وجه صبيح وقال : الحب.. معرفه علوية تنير بصائرنا

ومر أعمى وقال : الحب.. ضباب كثيف

ومر شاب يحمل قيثارة وقال : الحب.. شعاع سحرى ينبثق من اعماق الذات وينير جنباتها

ومر هرم منحنى الظهر وقال : الحب.. راحة الجسم فى سكينة القبر وسلامة النفس فى اعماق الابدية

ومر طفل ابن خمس وهتف : الحب أبى والحب أمى.. ولا يعرف الحب سوى أبى وأمى

ولما جاء المساء سمعت صوتاً آتياً من داخل الهيكل يقول : الحياة نصفان,
نصف متجلد ونصف ملتهب.. فالحب هو النصف الملتهب

فدخلت الهيكل.. وسجدت راكعاُ مبتهلاً هاتفاً : اجعلنى يارب طعاما للهيب..

جبران خليل جبران

Friday, April 16, 2010

آخر حكاياتي معك

في كل مرة كنت افكر بالكتابة أو اكاد ابدء طالعني وجهك يبتسم لي ...
تلك الضحكة الآسرة التي لا تزال تتملكني واحتفظ لها بألف صورة
صدقني لقد قاربوا الالف !! و الغريب اني احتفظ بهم لأعذب نفسي كل ما يحلو لي ذلك
قررت يوما ان أكتب قصتي معك و كنت قد بدأت بتحضير بعض الافكار الرئيسية
و لكني توقفت عند سماعي اخبارك و مغامراتك المنتشرة هنا وهناك
لم اعد اعرف ماذا اكتب و لماذا؟
كلما حاولت.. ارى صورتك مهتزة امامي وضحكتك تتلاشى
عرفت اني خسرتك واني الان فقط سوف ادفنك للابد..
لانك لم تستحقني يوما.. لانك لم تحافظ على ما كان بيننا يوما..
لانك خسرت كل احترامي.. ولانني الملكة دائما.. وسأبقى
تستحق مني ان ادفنك على طريقتي.. أحبك ولكني سأقتلك...

لا اعرف متى يمكنني مسامحتك ولكن يبدو هذا اليوم بعيداً .. بعيداَ جدا ً

الملكة

Sunday, April 11, 2010

أحلم أن أفتح باب بيتك معك

قلت لك مرة  "أحلم أن أفتح باب بيتك معك"
أجبت "وأحلم أن أفتح بيتي فألقاكِ"

من يومها، وأنا أفكر في طريقة أرشو بها بوّابك، كي ينساني مرة عندك
أن أنتحل صفة تجيز لي في غيبتك دخول مغارتك الرجالية،
فأنا أحبّ أن أحتلّ بيتك بشرعية الشغّالات
أن أنفض سجاد غرفة نومك من غبار نسائك، أن أبحث خلف
عنكبوت الذكريات عن أسرارك القديمة، المخبأة في الزوايا
أن أتفقد حالة أريكتك، في شبهة جلستها المريحة. أن أمسح الغبار عن تحفك التذكارية،
عسى على رف المصادفة، تفضحك شفاه الأشياء

أريد أن أكون ليوم شغّالتك، لأقوم بتعقيم أدوات جرائمك العشقية بالمطهرات،
وأذيب برّادك من دموعي المجلدة، مكعبات لثلج سهرتك. أن أجمع نسخ كتبي
الكثيرة، من رفوف مكتبتك، درءًا لانفضاحي بك..
و منعاً لإغرائك أخريات بي..
أن أستجوب أحذيتك الفاخرة، المحفوظة في أكياسها القطنية،
عمّا علق بنعالها من خطى خطاياك. أن أخفيها عنك، كي أمنعك من السفر..
(هل حاولت امرأة قبلي اعتقال رجولتك.. بحذاء؟)

أحب في غيبتك، أن أختلي بعالمك الرجالي. أن أتفرّج على بدلات خلافاتنا
المعلقة في خزانتك، وقمصان مواعيدنا المطوية بأيدي شغّالة ،
لا تدري كم يحزنني أن تسلّم رائحتك للصابون
أحب.. التجسس على جواريرك.. على جواربك.. وأحزمتك الجلدية، وربطات عنقك..
على مناشفك وأدوات حلاقتك.. وأشيائك الفائقة الترتيب.. كأكاذيب نسائية

تروق لي وشاية أشيائك.. جرائدك المثنية حسب اهتمامك، مطالعاتك الفلسفية،
وكتب في تاريخ المعتقلات العربية، وأخرى في القانون، فقبلك كنت أجهل أنّ
بإمكان نيرون أن يحترف العدالة. وكنت أتجسس على مغطس حمامك..
وعلى الماركات الكثيرة لعطورك، وأتساءل: أعاجز أنت حتى عن الوفاء لعطر؟

كم يسعدني استغفال أشيائك.. ارتداء عباءتك.. انتعال خفيك..
الجلوس على مقعدك الشاغر منك. آه لو استطعت بعثرت أشيائي في بيتك..
و فرد أوراقي على مكتبك.. وكتابة مقالي القادم على أوراقك، في انتظار أن تفتح الباب،
فيشهق قلبك بي حين تراني!

أن أتناول فطور الصباح في فناجين قهوتك.. على موسيقاك الصباحية..
وأن أسهر برفقة برنامجك السياسي، ذلك الذي تتناتف فيه الديكة..
ثمّ أغفو منهكة على شراشف نومك..
دع لي بيتك وامض.. ما حاجتي إليك
إني أتطابق معك بحواس الغياب

أحلام مستغانمي
 
 

Monday, March 29, 2010

أحبك

أنت معي في كل تفاصيل يومي، كأن ساعات اليوم هي أنت..
وأحداثه مجرد ثوان عابرة. حينما تكون يكون للوقت قيمة وللحظة معنى..
أجمل لحظاتي حينما أسمع صوتك في أذني..
حينما تفرح عيني بملامح محياك..
كأنما العالم يكتسي ألوانا جديدة، والسماء تغادر زرقتها لترتدي لون عينيك
العمر هو الذي نعيشه... عدا ذلك هو حساب مختطف من رصيدنا

ربما نمشي مسارات مختلفة في الحياة..
ربما تبعدنا مسافات أو تحول بيننا ظروف
لكنني أدرك أنك خياري الوحيد ومساري الذي اخترته
أنت الإنسان الذي يخاطب مشاعري. معك أشعر بالأمان...
أشعر أن الكون بين يديّ، والزمن كطفل رضيع ينام بهدوء على وسادتي

العين لا ترى إلا أنت، فأي شيء أنظر إليه هو شبح خال من الروح...
كيف يمكن لهذا القلب أن ينبض لغيرك..
لو طلبته لغادرني ورحل إليك...

Friday, February 12, 2010

أحلام...

في جيبي.. مفاتيح بيوت لن نسكنها معاً

تذاكر سفر.. لمدن لن تزورها معي

عناوين فنادق جميلة.. لعشّاق لن يأتوا

تواريخ أعياد.. مُبلَّل كبريت شموعها

أمام شرفتي.. بحر لا يدري بعد

إنه بعد اليوم لن يرانا

رصيف لن تقُبِّل حصاه خطانا

فـي حديقتي أشجار.. ستعلو في غيابك

ورود ستتفتّح.. وتذبل

ولن تدري بذلك

ومباهج صيفيّة

سيقطف فرحتها عشّاق سوانا

فـي حقيبة يدي.. أوراق ثبوتيّة

تدَّعي انتسابي لغيرك

وحاملة مفاتيح.. تفضح تشرُّدي الفاخر بعدك

ومفكّرة بيضاء.. لن تغدو أوراقها أيّاما إلا بعودتك

في خزانتي.. فساتين تنتظر مواعيدك

ثياب نسائيّة تسأل عن نظرتك

معاطف لن تقيني من المطر

أحذية لا وجهة لخطاها

شالات.. كنزات صوفيّة

يزيدني برداً ذِكْراها

فبَعدك لا منطق لنشرتي العاطفيّة فـي غرفتي

شرفة لا تطلُّ على سواك

ستائر من دانتيل الذكرى

لا تحجب عنّي رؤياك

جهازلا يبثُّ سوى الأغاني التي تتحدّث عنك

على طاولتي.. هاتف يرتدي حدادك

ورسائل كثيرة لقرّاء

يزدحم القلب بأشواقهم

أُخالِسهم... كي أختلي بغيابك
 

Thursday, January 21, 2010

وصايا أم حكيـمة لإبنها

بني ...
إياك أن تتكلم في الأشياء وفي الناس .. إلا بعد أن تتأكد من صحة المصدر..
وإذا جاءك أحد بنبأ فتبين قبل أن تتهور.. وإياك والشائعة ..
لا تصدق كل ما يقال ولا نصف ما تبصر .. وإذا ابتلاك الله بعدو .. قاومه بالإحسان إليه .. ادفع بالتي هي أحسن ..
أقسم بالله.. أن العداوة تنقلب حباً ..
تصور!!!!

إذا أردت أن تكتشف صديقاً .. سافر معه .. ففي السفر .. ينكشف الإنسان ..
يذوب المظهر .. وينكشف المخبر ! ولماذا سمي السفر سفراً ؟؟؟
إلا لأنه عن الأخلاق والطبائع يسفر !

وإذا هاجمك الناس وأنت على حق .. أو قذعوك بالنقد.. فافرح ..
إنهم يقولون لك .. أنت ناجح ومؤثر .. فالكلب الميت.. لا يُركل !
ولا يُرمى إلا الشجر المثمر !

بني :
عندما تنتقد أحداً .. فبعين النحل تعود أن تبصر ..
ولا تنظر للناس بعين ذباب .. فتقع على ماهو مستقذر !

نم باكراً يابني .. فالبركة في الرزق صباحاً ..
وأخاف أن يفوتك رزق الرحمن .. لأنك.. تسهر !

وسأحكي لك قصه المعزة والذئب حتى لا تأمن من يمكر ..
وحينما يثق بك أحد فإياك ثم إياك أن تغدر !

سأذهب بك لعرين الأسد .. وسأعلمك أن الأسد لم يصبح ملكاً للغابة لأنه يزأر !!
ولكن لأنه .. عزيز النفس ! لا يقع على فريسة غيره !
مهما كان جائعاً .. يتضور .. لا تسرق جهد غيرك .. فتتجور !

سأذهب بك للحرباء .. حتى تشاهد بنفسك حيلتها !
فهي تلون جلدها بلون المكان .. لتعلم أن في البشر مثلها نسخ .. تتكرر !
وأن هناك منافقين .. وهناك أناس بكل لباس تتدثر !
وبدعوى الخير .. تتستر !

تعود يا بني .. أن تشكر ..
اشكر الله !
يكفي أنك تمشي .. وتسمع .. وتبصر!
أشكر الله وأشكر الناس .. فالله يزيد الشاكرين !
والناس تحب الشخص الذي عندما تبذل له .. يقدر !

اكتشفت يا بني .. أن أعظم فضيلة في الحياة.. الصدق !
وأن الكذب وإن نجى .. فالصدق أخلق ! بمن كان مثلك !

بني ..
وفر لنفسك بديلاً لكل شيء .. استعد لأي أمر !
حتى لا تتوسل لنذل .. يذل ويحقر!
واستفد من كل الفرص .. لأن الفرص التي تأتي الآن .. قد لا تتكرر !!
لا تتشكى ولا تتذمر .. أريدك متفائلاً .. مقبلاً على الحياة ..
اهرب من اليائسين والمتشائمين ! وإياك أن تجلس مع رجل يتطير !!
لا تتشمت ولا تفرح بمصيبة غيرك .. و إياك أن تسخر من شكل أحد ..
فالمرء لم يخلق نفسه .. ففي سخريتك .. أنت في الحقيقة تسخر !
من صنع الذي أبدع وخلق وصور !!

لا تفضح عيوب الناس .. فيفضحك الله في دارك ..
فالله الستار .. يحب من يستر ! ولا تظلم أحداً ..
وإذا دعتك قدرتك على ظلم الناس .. فتذكر أن الله هو الأقدر !

وإذا شعرت بالقسوة يوماً .. فامسح على رأس يتيم ..
ولسوف تدهش .. كيف للمسح أن يمسح القسوة من القلب .. فيتفطر !

لا تجادل .. في الجدل .. كلا الطرفين يخسر !
فإذا انهزمنا فقد خسرنا كبرياءنا نحن !
وإذا فزنا فلقد خسرنا .. الشخص الآخر ..
لقد انهزمنا كلنا .. الذي انتصر .. والذي ظن أنه لم يُنصر !

لا تكن أحادي الرأي .. فمن الجميل أن تؤثر وتتأثر !
لكن إياك أن تذوب في رأي الآخرين .. وإذا شعرت بأن رأيك .. مع الحق ..
فاثبت عليه ولا تتأثر !

تستطيع يا بني أن تغير قناعات الناس .. وأن تستحوذ على قلوب الناس وهي لا تشعر !
ليس بالسحر ولا بالشعوذة .. فبابتسامتك .. وعذوبة لفظك ..
تستطيع بهما أن تسحر !!

ابتسم .. فسبحان من جعل الابتسامة في ديننا.. (عبادة) وعليها نؤجر !!
وحينما يقع في قلب الناس نحوك شك .. دافع عن نفسك .. وضح .. برر !
لا تكن فضولياً تدس أنفك في كل أمر .. تقف مع من وقف إذا الجمهور تجمهر !!

بني ..
لا تحزن يابني على مافي الحياة ! فما خلقنا فيها إلا لنمتحن ونبتلى ..
حتى يرانا الله .. هل نصبر ؟؟؟
لذلك ...هون عليك ...ولا تتكدر ! وتأكد بأن الفرج قريب ..
فإذا اشتد سواد السحب .. فعما قليل ستمطر !!

لا تبك على الماضي .. فيكفي أنه مضى ..
فمن العبث أن نمسك نشارة الخشب .. وننشر !!
أنظر للغد .. استعد .. شمّر !!
كن عزيزاً .. وبنفسك افخر !
فكما ترى نفسك سيراك الآخرون ..
فإياك لنفسك يوماً أن تحقر !!
فأنت تكبر حينما تريد أن تكبر ..
وأنت فقط من يقرر أن يصغر !

وإذا أردت إصلاح الكون برمته .. سأقول لك ...لا... أرجوك !!
لا نريد أن نفقد الشر .. تخيل أن الكون من غير غشاشين ؟
ومن غير كذابين .. كيف سيعيش الشرفاء ؟؟؟
ومن أين سنقتات ؟؟ وكيف سنكون نحن ..
الأميز والأشهر !

قررت أن أربيك وأنت في بطني ..لتكون أعظم شخصية ..
ولو قلت يا أمي لماذا بدأت باكراً !
ستكتشف أن الإنسان لو كبر .. لن ينفع معه إلا معجزه .. مالم هو بنفسه يتغير !

Monday, January 11, 2010

Wednesday, January 6, 2010

غابرييل غارثيا ماركيز..

يقول ماركيز في رسالة الوداع الاخيرة:

لو شاء الله أن ينسى أنني دمية وأن يهبني شيئاً من حياة أخرى، فإنني سوف أستثمرها بكلّ قواي.
ربّما لن أقول كلّ ما أفكّر به، لكنّي حتماً سأفكّر في كل ما سأقوله.
سأمنح الأشياء قيمتها، لا لما تمثّله، بل لما تعنيه.
سأنام قليلاً وأحلم كثيراً، مدركاً أن كلّ لحظة نغلق فيها أعيننا
تعني خسارة ستّين ثانية من النور.
سأسير فيما يتوقّف الآخرون، وسأصحو فيما الكلّ نيام.

لو شاء ربّي أن يهبني حياة أخرى، فسأرتدي ملابس بسيطة وأستلقي على الأرض،
ليس فقط عاري الجسد وإنما عاري الروح أيضا.
سأبرهن للناس كم يخطئون عندما يعتقدون أنهم لن يكونوا عشّاقاً متى شاخوا،
دون أن يدروا أنهم يشيخون إذا توقّفوا عن العشق.
سأمنح للطفل أجنحة، لكنّي سأدعه يتعلّم الطيران لوحده.
وسأعلّم الكهول أن الموت لا يأتي مع الشيخوخة، بل بفعل النسيان.

لقد تعلّمت منكم الكثير معشر البشر: تعلّمت أن الجميع يريدون العيش في قمّة الجبل غير مدركين أن سرّ السعادة يكمن في تسلّقه.
تعلّمت أن المولود الجديد حين يشدّ على إصبع أبيه للمرّة الأولى فذلك يعني انه أمسك بها إلى الأبد.
تعلّمت أن الإنسان يحقّ له أن ينظر من فوق إلى الآخر، فقط حين يجب أن يساعده على الوقوف.
قل دائماً ما تشعر به وافعل ما تفكّر فيه.

لو كنت أعرف أنها المرّة الأخيرة التي أراكِ فيها نائمة لكنت ضممتكِ بشدّة بين ذراعيّ ولسألت الله أن يجعلني حارسا لروحك.
لو كنت أعرف أنها الدقائق الأخيرة التي أراك فيها، لقلت "أحبّكِ" ولتجاهلت بخجل انك تعرفين ذلك.
هناك دائما "غداً"، والحياة تمنحنا الفرصة لنفعل الأفضل.
لكن لو أنني مخطئ وكان هذا يومي الأخير، فإنني أحبّ أن أقول كم أحبّكِ وأنني لن أنساكِ أبداً.
ولأن الغد ليس مضموناً لا للشابّ ولا للمسنّ،
ربّما تكون في هذا اليوم المرّة الأخيرة التي ترى فيها أولئك الذين تحبّهم. فلا تنتظر أكثر.

تصرّف اليوم لأن الغد قد لا يأتي. ولا بدّ أن تندم على اليوم الذي لم تجد فيه الوقت من أجل ابتسامة أو عناق أو قبلة.
حافظ على من تحبّ بقربك منهم. إهمس في آذانهم أنك بحاجة إليهم.
أحببهم واعتنِ بهم وخذ ما يكفي من الوقت لتقول لهم عبارات مثل: أفهمك، سامحني، من فضلك، شكراً، وكلّ كلمات الحبّ التي تعرفها!

Sunday, January 3, 2010

كما لم تحب امرأة

وحدها التي ستأتي بعدي ستنصفني
و هي تفرغ جيوب قلبك
ستكتشف.. كم كنت ثريًّا بي

أدخلي الحبّ كبيرة، وأخرجي منه أميرة
لأنّك كما تدخلينه ستبقين
ارتفعي حتى لا تطال أخرى قامتك العشقيّة
في الحبّ لا تفرّطي في شيء، بل كوني مُفرطة في كلّ شيء
اذهبي في كلّ حالة إلى أقصاها
في التطرّف تكمن قوتك ويخلد أثرك
إن اعتدلت أصبحت امرأة عاديّة يمكن نسيانها.. واستبدالها
لا تحبّي... اعشقي
لا تنفقي... أغدقي
لا تصغري... ترفعي
لا تعقلي... افقدي عقلك
لا تقيمي في قلبه... بل تفشّي فيه
لا تتذوّقيه... بل التهميه
لا تشوّهي شيئاً فيه... جمّليه
لا تكوني حاجزه بل دافعه
لا تكوني عذره بل غايته
لا تكوني عشيقته بل زوجة قلبه
لا تكوني ممحاته بل قلمه
لا تكوني واقعه... ظلّي حلمه
لا تكوني دائمًا سعادته... كوني أحيانًا ألمه
لا تعدلي كوني في الأنوثة ظلمه
لا تَبكيه... أًبكيه
لا تكوني متعته بل شهوته
كوني أرقه و أميرة نومه
لا تكوني سريره، كوني وسادته
كوني بين النساء اسمه
ذكرياته و مشاريع غده
لا تكوني يده، كوني بصمته
لا تكوني قلبه، كوني قالبه
لا تغاري من ماضيه، فأنت مستقبله
و لا من عائلته لأنّك قبيلته
لا تكوني ساعته، كوني معصمه
و لا وقته بل زمنه
تقمّصي كلّ امرأة لها قرابة به
و كلّ أنثى يمكن أن يحتاج إليها
و كلّ شيء يمكن أن يلمسه
وكلّ حيوان أليف يداعبه
وكلّ ما تقع عليه عيناه
كوني مفاتيحه ومن يفتح بابه... حتى في الغياب
كوني عباءة بيته... سجاد صلاته
كوني أريكة جلوسه ومسند راحته وشاشته
كوني بيته
كوني المرأة التي لم ير قبلها امرأة
و لن تأتي بعدها امرأة... بل مجرد إناث


لا تعجبي إن تمرّد عليك برغم هذا ولا تحزني
الحبّ الكبير يخيف رجلًا ما عرف قبلك امرأة
إنّه ينسحب ليحمي رجولته من إغداق أنوثتك
وليتداوى من تلاشيه فيك
لكنّني لا أعرف رجلًا شفي من سرطان الروح بتناوله أسبرين الكذب على الذات
لا أحد تعافى من حبّ كبير
فلا تغاري و لا تهتمّي
ربّما مع الوقت دخلت حياته إناث الهاتف أو قطط النت
ربّما مرّت به ثياب نسائيّة وأحذية بكعب عال و قُبَل بأحمر شفاه
و صدور و عطور و كلمات و ميساجات ليست كالميساجات
و نشوة في مذاق غزل البنات
لكن لا شيء يبقى منها غير الدبق..
إنّها تعلق باليدين والفم و يحتاج المرء كلّما تناولها أن يغتسل
هو لهن..
إن أحببته كما لم تحبّ امرأة. لا تبكي و لا تحزني
ليسعدن به.. سعادتك أنّك قصاصه المستقبليّ
كلّما تقدّم به العمر كبرت بذكراك خساراته
ربّما وجد امرأة.. تهديه نسيانك
لكن لن يعثر عن امرأة تهديه حبّك

***

جراري مليئة بدموع نساء
أحببنك قبلي
لكنّني لا أبكي
مشغولة بملء سلال الضّحك
لامرأة ستضحك بعدي
على كلّ ما كنت فيك أخاف عليه

أحلام مستغانمي