Thursday, January 21, 2010

وصايا أم حكيـمة لإبنها

بني ...
إياك أن تتكلم في الأشياء وفي الناس .. إلا بعد أن تتأكد من صحة المصدر..
وإذا جاءك أحد بنبأ فتبين قبل أن تتهور.. وإياك والشائعة ..
لا تصدق كل ما يقال ولا نصف ما تبصر .. وإذا ابتلاك الله بعدو .. قاومه بالإحسان إليه .. ادفع بالتي هي أحسن ..
أقسم بالله.. أن العداوة تنقلب حباً ..
تصور!!!!

إذا أردت أن تكتشف صديقاً .. سافر معه .. ففي السفر .. ينكشف الإنسان ..
يذوب المظهر .. وينكشف المخبر ! ولماذا سمي السفر سفراً ؟؟؟
إلا لأنه عن الأخلاق والطبائع يسفر !

وإذا هاجمك الناس وأنت على حق .. أو قذعوك بالنقد.. فافرح ..
إنهم يقولون لك .. أنت ناجح ومؤثر .. فالكلب الميت.. لا يُركل !
ولا يُرمى إلا الشجر المثمر !

بني :
عندما تنتقد أحداً .. فبعين النحل تعود أن تبصر ..
ولا تنظر للناس بعين ذباب .. فتقع على ماهو مستقذر !

نم باكراً يابني .. فالبركة في الرزق صباحاً ..
وأخاف أن يفوتك رزق الرحمن .. لأنك.. تسهر !

وسأحكي لك قصه المعزة والذئب حتى لا تأمن من يمكر ..
وحينما يثق بك أحد فإياك ثم إياك أن تغدر !

سأذهب بك لعرين الأسد .. وسأعلمك أن الأسد لم يصبح ملكاً للغابة لأنه يزأر !!
ولكن لأنه .. عزيز النفس ! لا يقع على فريسة غيره !
مهما كان جائعاً .. يتضور .. لا تسرق جهد غيرك .. فتتجور !

سأذهب بك للحرباء .. حتى تشاهد بنفسك حيلتها !
فهي تلون جلدها بلون المكان .. لتعلم أن في البشر مثلها نسخ .. تتكرر !
وأن هناك منافقين .. وهناك أناس بكل لباس تتدثر !
وبدعوى الخير .. تتستر !

تعود يا بني .. أن تشكر ..
اشكر الله !
يكفي أنك تمشي .. وتسمع .. وتبصر!
أشكر الله وأشكر الناس .. فالله يزيد الشاكرين !
والناس تحب الشخص الذي عندما تبذل له .. يقدر !

اكتشفت يا بني .. أن أعظم فضيلة في الحياة.. الصدق !
وأن الكذب وإن نجى .. فالصدق أخلق ! بمن كان مثلك !

بني ..
وفر لنفسك بديلاً لكل شيء .. استعد لأي أمر !
حتى لا تتوسل لنذل .. يذل ويحقر!
واستفد من كل الفرص .. لأن الفرص التي تأتي الآن .. قد لا تتكرر !!
لا تتشكى ولا تتذمر .. أريدك متفائلاً .. مقبلاً على الحياة ..
اهرب من اليائسين والمتشائمين ! وإياك أن تجلس مع رجل يتطير !!
لا تتشمت ولا تفرح بمصيبة غيرك .. و إياك أن تسخر من شكل أحد ..
فالمرء لم يخلق نفسه .. ففي سخريتك .. أنت في الحقيقة تسخر !
من صنع الذي أبدع وخلق وصور !!

لا تفضح عيوب الناس .. فيفضحك الله في دارك ..
فالله الستار .. يحب من يستر ! ولا تظلم أحداً ..
وإذا دعتك قدرتك على ظلم الناس .. فتذكر أن الله هو الأقدر !

وإذا شعرت بالقسوة يوماً .. فامسح على رأس يتيم ..
ولسوف تدهش .. كيف للمسح أن يمسح القسوة من القلب .. فيتفطر !

لا تجادل .. في الجدل .. كلا الطرفين يخسر !
فإذا انهزمنا فقد خسرنا كبرياءنا نحن !
وإذا فزنا فلقد خسرنا .. الشخص الآخر ..
لقد انهزمنا كلنا .. الذي انتصر .. والذي ظن أنه لم يُنصر !

لا تكن أحادي الرأي .. فمن الجميل أن تؤثر وتتأثر !
لكن إياك أن تذوب في رأي الآخرين .. وإذا شعرت بأن رأيك .. مع الحق ..
فاثبت عليه ولا تتأثر !

تستطيع يا بني أن تغير قناعات الناس .. وأن تستحوذ على قلوب الناس وهي لا تشعر !
ليس بالسحر ولا بالشعوذة .. فبابتسامتك .. وعذوبة لفظك ..
تستطيع بهما أن تسحر !!

ابتسم .. فسبحان من جعل الابتسامة في ديننا.. (عبادة) وعليها نؤجر !!
وحينما يقع في قلب الناس نحوك شك .. دافع عن نفسك .. وضح .. برر !
لا تكن فضولياً تدس أنفك في كل أمر .. تقف مع من وقف إذا الجمهور تجمهر !!

بني ..
لا تحزن يابني على مافي الحياة ! فما خلقنا فيها إلا لنمتحن ونبتلى ..
حتى يرانا الله .. هل نصبر ؟؟؟
لذلك ...هون عليك ...ولا تتكدر ! وتأكد بأن الفرج قريب ..
فإذا اشتد سواد السحب .. فعما قليل ستمطر !!

لا تبك على الماضي .. فيكفي أنه مضى ..
فمن العبث أن نمسك نشارة الخشب .. وننشر !!
أنظر للغد .. استعد .. شمّر !!
كن عزيزاً .. وبنفسك افخر !
فكما ترى نفسك سيراك الآخرون ..
فإياك لنفسك يوماً أن تحقر !!
فأنت تكبر حينما تريد أن تكبر ..
وأنت فقط من يقرر أن يصغر !

وإذا أردت إصلاح الكون برمته .. سأقول لك ...لا... أرجوك !!
لا نريد أن نفقد الشر .. تخيل أن الكون من غير غشاشين ؟
ومن غير كذابين .. كيف سيعيش الشرفاء ؟؟؟
ومن أين سنقتات ؟؟ وكيف سنكون نحن ..
الأميز والأشهر !

قررت أن أربيك وأنت في بطني ..لتكون أعظم شخصية ..
ولو قلت يا أمي لماذا بدأت باكراً !
ستكتشف أن الإنسان لو كبر .. لن ينفع معه إلا معجزه .. مالم هو بنفسه يتغير !

Monday, January 11, 2010

Wednesday, January 6, 2010

غابرييل غارثيا ماركيز..

يقول ماركيز في رسالة الوداع الاخيرة:

لو شاء الله أن ينسى أنني دمية وأن يهبني شيئاً من حياة أخرى، فإنني سوف أستثمرها بكلّ قواي.
ربّما لن أقول كلّ ما أفكّر به، لكنّي حتماً سأفكّر في كل ما سأقوله.
سأمنح الأشياء قيمتها، لا لما تمثّله، بل لما تعنيه.
سأنام قليلاً وأحلم كثيراً، مدركاً أن كلّ لحظة نغلق فيها أعيننا
تعني خسارة ستّين ثانية من النور.
سأسير فيما يتوقّف الآخرون، وسأصحو فيما الكلّ نيام.

لو شاء ربّي أن يهبني حياة أخرى، فسأرتدي ملابس بسيطة وأستلقي على الأرض،
ليس فقط عاري الجسد وإنما عاري الروح أيضا.
سأبرهن للناس كم يخطئون عندما يعتقدون أنهم لن يكونوا عشّاقاً متى شاخوا،
دون أن يدروا أنهم يشيخون إذا توقّفوا عن العشق.
سأمنح للطفل أجنحة، لكنّي سأدعه يتعلّم الطيران لوحده.
وسأعلّم الكهول أن الموت لا يأتي مع الشيخوخة، بل بفعل النسيان.

لقد تعلّمت منكم الكثير معشر البشر: تعلّمت أن الجميع يريدون العيش في قمّة الجبل غير مدركين أن سرّ السعادة يكمن في تسلّقه.
تعلّمت أن المولود الجديد حين يشدّ على إصبع أبيه للمرّة الأولى فذلك يعني انه أمسك بها إلى الأبد.
تعلّمت أن الإنسان يحقّ له أن ينظر من فوق إلى الآخر، فقط حين يجب أن يساعده على الوقوف.
قل دائماً ما تشعر به وافعل ما تفكّر فيه.

لو كنت أعرف أنها المرّة الأخيرة التي أراكِ فيها نائمة لكنت ضممتكِ بشدّة بين ذراعيّ ولسألت الله أن يجعلني حارسا لروحك.
لو كنت أعرف أنها الدقائق الأخيرة التي أراك فيها، لقلت "أحبّكِ" ولتجاهلت بخجل انك تعرفين ذلك.
هناك دائما "غداً"، والحياة تمنحنا الفرصة لنفعل الأفضل.
لكن لو أنني مخطئ وكان هذا يومي الأخير، فإنني أحبّ أن أقول كم أحبّكِ وأنني لن أنساكِ أبداً.
ولأن الغد ليس مضموناً لا للشابّ ولا للمسنّ،
ربّما تكون في هذا اليوم المرّة الأخيرة التي ترى فيها أولئك الذين تحبّهم. فلا تنتظر أكثر.

تصرّف اليوم لأن الغد قد لا يأتي. ولا بدّ أن تندم على اليوم الذي لم تجد فيه الوقت من أجل ابتسامة أو عناق أو قبلة.
حافظ على من تحبّ بقربك منهم. إهمس في آذانهم أنك بحاجة إليهم.
أحببهم واعتنِ بهم وخذ ما يكفي من الوقت لتقول لهم عبارات مثل: أفهمك، سامحني، من فضلك، شكراً، وكلّ كلمات الحبّ التي تعرفها!

Sunday, January 3, 2010

كما لم تحب امرأة

وحدها التي ستأتي بعدي ستنصفني
و هي تفرغ جيوب قلبك
ستكتشف.. كم كنت ثريًّا بي

أدخلي الحبّ كبيرة، وأخرجي منه أميرة
لأنّك كما تدخلينه ستبقين
ارتفعي حتى لا تطال أخرى قامتك العشقيّة
في الحبّ لا تفرّطي في شيء، بل كوني مُفرطة في كلّ شيء
اذهبي في كلّ حالة إلى أقصاها
في التطرّف تكمن قوتك ويخلد أثرك
إن اعتدلت أصبحت امرأة عاديّة يمكن نسيانها.. واستبدالها
لا تحبّي... اعشقي
لا تنفقي... أغدقي
لا تصغري... ترفعي
لا تعقلي... افقدي عقلك
لا تقيمي في قلبه... بل تفشّي فيه
لا تتذوّقيه... بل التهميه
لا تشوّهي شيئاً فيه... جمّليه
لا تكوني حاجزه بل دافعه
لا تكوني عذره بل غايته
لا تكوني عشيقته بل زوجة قلبه
لا تكوني ممحاته بل قلمه
لا تكوني واقعه... ظلّي حلمه
لا تكوني دائمًا سعادته... كوني أحيانًا ألمه
لا تعدلي كوني في الأنوثة ظلمه
لا تَبكيه... أًبكيه
لا تكوني متعته بل شهوته
كوني أرقه و أميرة نومه
لا تكوني سريره، كوني وسادته
كوني بين النساء اسمه
ذكرياته و مشاريع غده
لا تكوني يده، كوني بصمته
لا تكوني قلبه، كوني قالبه
لا تغاري من ماضيه، فأنت مستقبله
و لا من عائلته لأنّك قبيلته
لا تكوني ساعته، كوني معصمه
و لا وقته بل زمنه
تقمّصي كلّ امرأة لها قرابة به
و كلّ أنثى يمكن أن يحتاج إليها
و كلّ شيء يمكن أن يلمسه
وكلّ حيوان أليف يداعبه
وكلّ ما تقع عليه عيناه
كوني مفاتيحه ومن يفتح بابه... حتى في الغياب
كوني عباءة بيته... سجاد صلاته
كوني أريكة جلوسه ومسند راحته وشاشته
كوني بيته
كوني المرأة التي لم ير قبلها امرأة
و لن تأتي بعدها امرأة... بل مجرد إناث


لا تعجبي إن تمرّد عليك برغم هذا ولا تحزني
الحبّ الكبير يخيف رجلًا ما عرف قبلك امرأة
إنّه ينسحب ليحمي رجولته من إغداق أنوثتك
وليتداوى من تلاشيه فيك
لكنّني لا أعرف رجلًا شفي من سرطان الروح بتناوله أسبرين الكذب على الذات
لا أحد تعافى من حبّ كبير
فلا تغاري و لا تهتمّي
ربّما مع الوقت دخلت حياته إناث الهاتف أو قطط النت
ربّما مرّت به ثياب نسائيّة وأحذية بكعب عال و قُبَل بأحمر شفاه
و صدور و عطور و كلمات و ميساجات ليست كالميساجات
و نشوة في مذاق غزل البنات
لكن لا شيء يبقى منها غير الدبق..
إنّها تعلق باليدين والفم و يحتاج المرء كلّما تناولها أن يغتسل
هو لهن..
إن أحببته كما لم تحبّ امرأة. لا تبكي و لا تحزني
ليسعدن به.. سعادتك أنّك قصاصه المستقبليّ
كلّما تقدّم به العمر كبرت بذكراك خساراته
ربّما وجد امرأة.. تهديه نسيانك
لكن لن يعثر عن امرأة تهديه حبّك

***

جراري مليئة بدموع نساء
أحببنك قبلي
لكنّني لا أبكي
مشغولة بملء سلال الضّحك
لامرأة ستضحك بعدي
على كلّ ما كنت فيك أخاف عليه

أحلام مستغانمي