Wednesday, January 6, 2010

غابرييل غارثيا ماركيز..

يقول ماركيز في رسالة الوداع الاخيرة:

لو شاء الله أن ينسى أنني دمية وأن يهبني شيئاً من حياة أخرى، فإنني سوف أستثمرها بكلّ قواي.
ربّما لن أقول كلّ ما أفكّر به، لكنّي حتماً سأفكّر في كل ما سأقوله.
سأمنح الأشياء قيمتها، لا لما تمثّله، بل لما تعنيه.
سأنام قليلاً وأحلم كثيراً، مدركاً أن كلّ لحظة نغلق فيها أعيننا
تعني خسارة ستّين ثانية من النور.
سأسير فيما يتوقّف الآخرون، وسأصحو فيما الكلّ نيام.

لو شاء ربّي أن يهبني حياة أخرى، فسأرتدي ملابس بسيطة وأستلقي على الأرض،
ليس فقط عاري الجسد وإنما عاري الروح أيضا.
سأبرهن للناس كم يخطئون عندما يعتقدون أنهم لن يكونوا عشّاقاً متى شاخوا،
دون أن يدروا أنهم يشيخون إذا توقّفوا عن العشق.
سأمنح للطفل أجنحة، لكنّي سأدعه يتعلّم الطيران لوحده.
وسأعلّم الكهول أن الموت لا يأتي مع الشيخوخة، بل بفعل النسيان.

لقد تعلّمت منكم الكثير معشر البشر: تعلّمت أن الجميع يريدون العيش في قمّة الجبل غير مدركين أن سرّ السعادة يكمن في تسلّقه.
تعلّمت أن المولود الجديد حين يشدّ على إصبع أبيه للمرّة الأولى فذلك يعني انه أمسك بها إلى الأبد.
تعلّمت أن الإنسان يحقّ له أن ينظر من فوق إلى الآخر، فقط حين يجب أن يساعده على الوقوف.
قل دائماً ما تشعر به وافعل ما تفكّر فيه.

لو كنت أعرف أنها المرّة الأخيرة التي أراكِ فيها نائمة لكنت ضممتكِ بشدّة بين ذراعيّ ولسألت الله أن يجعلني حارسا لروحك.
لو كنت أعرف أنها الدقائق الأخيرة التي أراك فيها، لقلت "أحبّكِ" ولتجاهلت بخجل انك تعرفين ذلك.
هناك دائما "غداً"، والحياة تمنحنا الفرصة لنفعل الأفضل.
لكن لو أنني مخطئ وكان هذا يومي الأخير، فإنني أحبّ أن أقول كم أحبّكِ وأنني لن أنساكِ أبداً.
ولأن الغد ليس مضموناً لا للشابّ ولا للمسنّ،
ربّما تكون في هذا اليوم المرّة الأخيرة التي ترى فيها أولئك الذين تحبّهم. فلا تنتظر أكثر.

تصرّف اليوم لأن الغد قد لا يأتي. ولا بدّ أن تندم على اليوم الذي لم تجد فيه الوقت من أجل ابتسامة أو عناق أو قبلة.
حافظ على من تحبّ بقربك منهم. إهمس في آذانهم أنك بحاجة إليهم.
أحببهم واعتنِ بهم وخذ ما يكفي من الوقت لتقول لهم عبارات مثل: أفهمك، سامحني، من فضلك، شكراً، وكلّ كلمات الحبّ التي تعرفها!

No comments:

Post a Comment